ما أقسى الرحيل عن الدنيا حين يكون فجأة وبلا مقدمات تشعر ب مزيج من الذهول والحزن والفاجعة  يعتريك  ..تغادر واقعك لحظتها في رحلة الى ربوع ذكرياتك مع من رحل وغادر عنك  هذه الدنيا فجأة وكان له في قلبك معزة وحب واحترام…ويبدأ شريط الذكريات في الدوران فتتذكر لحظاتكما معا…حتي التفاصيل الصغيرة تتمرد كأطفال صغار وتقفز في تلك اللحظات امام عينيك  ..تتمنى وتتمتم بينك وبين نفسك  حينئذ برغبتك في ان   تتوقف ذاكرتك عن التأرجح بك هنا وهنا!!!! كم هي مطيعة تلك الذاكرة التي تستمع  الى أمنيتك المؤلمة  وتتوقف لفترة وجيزة بك في محطة الواقع فتنتقل في تلك اللحظة الى مشهد أخر هو في أرض الواقع الآن هو مشهد المحيطين بك .. مشهد  فاجعة الفقد في عين أحبائك حزنا  على  من رحل وله منزلة عندكم جميعا …. تخجل من النظر في أعينهم الدامعة المفجوعة الصابرة ثقة بالله  خوفا من أن تخونك مشاعرك في تلك اللحظة وتنهار    …ف تمسح دمعتهم بيديك غير عابئا بدموعك وتنطلق تخفف عنهم بكلماتك فيبادلونك كلماتهم الحنونة وينطلق الجميع معا في رحلة جديدة من الذكريات المشتركة عن من رحل فجأة عن الدنيا وترك أحبائه بدون وداع  ….  وتتوقف اللقطات في هذه الرحلة على المشهد المفزع الذي يعيدك الى أرض الواقع الى منظر تناجي ربك في كل لحظة بأن يساعدك على أن تتحمله ويمنحك القوة لتصبر عليه هو ذلك المشهد الرئيسي في ذلك اليوم  …. مشهد المصلين الصائمين الذاكرين الساجدين لخالقهم في شهر فضيل يسلمون الروح بفعل الاعتداء الإجرامي  عليهم في مسجد الإمام الصادق في منطقة الصوابر في الكويت .

وللمشاعر بقية يختصرها القلب في “إنا لله وإنا اليه راجعون” …. 

رحمكم الله يا شهداء الصلاة والصيام في تفجير مسجد الأمام الصادق في الكويت والقي السكينة في قلوب أحباؤكم  و امدهم بالقوة و الصبر على فراقكم   …. اللهم امنن  على  المصابين ومن لايزالون في حالة حرجة   بالشفاء العاجل انك سميع مجيب الدعاء … 

 اللهم احفظ وطني الكويت بعينك التي لا تنام   من كل مكروه واغمرها بفضلك وجود كرمك وامنن علينا  وعلى أحبابنا  فيها بالطمأنينةوالسكينة 

 

بقلمي 

غادة الموسىٰ  

الكويت